أخبار الهند – الدوحة يناير 1987
منذ أن نالت الهند استقلالها في عام 1947م قد وضعت نصب أعينها مهمة البناء الاقتصادي أولا وقبل كل شيء لما له من فوائد جمة في سبيل التغلب على المشكلات الطارئة والبقية من آثار التخلف الماضي ، واتخذت الدولة سياسة التنمية المرسومة في سنة 1951م فوضعت مشروع السنوات الخمس الأول موضع التنفيذ والهدف من الخطط الخمسية المتتالية هو الارتفاع بمستوى حياة الشعب وفتح أبواب الفرص الجديدة لحياة أكثر ثراء وتنوعا عن طريق الإنتاج والحد من الفوارق بين أفراد الشعب وهكذا بدأت الهند تشييد بناء الاقتصادي .
القاعدة الصناعية :
وفي الهند الآن قسمان من الصناعة ، أولا – الصناعات القديمة أو التقليدية ، مثل الشاي والقهوة والمنسوجات القطنية والجوت وغيرها من المنتجات الزراعية وكذلك بعض الصناعات التي نمت فيها خلال القرن التاسع عشر تحت تأثير النهضة الصناعية في أوربا ، مثل صناعات الفحم والمنجنيز والمناجم وما شابهها ، وثانيا – الصناعات الحديثة القائمة على التكنولوجيا العصري وعلومه مثل صناعات الصلب والآلات الثقيلة والمعدات الهندسية والأجهزة الكهربائية والبترول والكيماويات والأجهزة الدقيقة .
الاقتصاد الريفي :
إن الهند قد اهتمت بالاقتصاد الريفي وتحسين ظروف الحياة في القرى وكذلك بالصناعات القريوية كالغزل والنسيج وصناعات الجلود والسكر والصابون ، وتقوم بهذه المهمة منظمة النهوض بالريف ، وهي تقدم لأهل الأرياف المساعدات الفنية والمالية والمادية تنشر بينهم روح التعاون والعمل الجماعي .
الصناعات الحديثة :
قطعت الهند شوطا بعيدا في تنمية الصناعات المستحدثة وبفضل التقدم استطاعت الهند تصدير الأجهزة والماكينات الدقيقة مثل السيارات والأدوات الهندسية والكهربائية مثل المراوح وماكينات الخياطة والنزل وموتورات وغيرها .
الصناعات الثقيلة :
وقد حددت السياسة الصناعية في الهند اختصاصات القطاع العام والقطاع الخاص فجعلت إنتاج الأسلحة والذخيرة والطاقة الذرية وصناعة الحديد والصلب والمصانع الكبرى والأدوات الثقيلة والتعدين والطيارات والنقل الجوي وبناء السفن من بين الصناعات التي تكون في القطاع العام ، وبمقتضى هذه السياسة أن كثيرا من الصناعات الأساسية في الهند ملك للدولة ، بينما تكون الصناعات الصغيرة والصناعات الريفية وبعض الصناعات المتوسطة والكبيرة في حوزة القطاع الخاص .
إحدى الدول الصناعية الثمانية الكبرى في العالم :
وقد برزت الهند اليوم كإحدى الدول الصناعية الثمانية الكبرى في العالم وكذلك بالنسبة إلى الدخل القومي ، وتقف الهند في المرتبة الأولى في إنتاج الشاي في العالم وفي المرتبة الثانية في التبغ وفي المرتبة الثالثة في صناعة المنسوجات القطنية وفي المرتبة الرابعة في إنتاج السكر ، وفي المرتبة الخامسة في الحديد الخام وفي إنتاج الطاقة النووية ، والآن قد أصبحت الهند ثالثة الدول الكبرى في القوى العاملة المتدربة في مجالات الطب والهندسة والزراعة وغيرها .
وهكذا قد شهدت الهند المستقلة خلال السنوات الأخيرة معالم التقدم في المجالات الاقتصادية والصناعية بفضل الجهود المشتركة للدولة والشعب ، وتهدف الهند أن تكون نهضتها الاقتصادية الصناعية عاملا في رفاهية الدول النامية كلها ورخاء الإنسانية جمعاء .