الخليج اليوم – قضايا انسانية –13/11/1985
إذا كانت الدعوة الإسلامية خالدة وشاملة للبشرية كلها ، فلا بد من دعاة يبلغونها إلى أهل الأرض جميعا في مهتلف الأزمنة والأمكنة ، ليهدوهم بها ، ويخرجوهم من الظلمات إلى النور ، وهذه المهمة ملقاة على عواتق المسلمين بصفة فردية وجماعية . وإليه يشير القرآن الكريم “كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ” . فكان لا بد للمسلمين من النهوض ، من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بتبليغ دعوة الإسلام لأنهم شهداء الله على الناس جميعا ، ومبلغو رسالته إليهم بعد نبيهم .
يشير القرآن الكريم إلى مكانة الداعي إلى الحق وعظيم أجره وجزيل ثوابه عند الله سبحانه وتعالى ” ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ” . وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : “من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقصه ذلك من أجورهم شيئا ” .وفي حديث آخر : أن النب صلى الله عليه وسلم قال : “فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم” .
وقد أشار الله سبحانه وتعالى في كتابه المحكم إلى الصفات الملازمة لعبادة الذين يمكنهم في الأرض ، ويمنحهم القدرة والملك والعزة ، إذ قال : “الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور” .
وتتضح من هذه الآية الكريمة أن من العلاقات البارزة لنهضة الأمة وحيويتها وحيزيتها بين الأمم لكي تعيش حياة راضية مرضية ومطمئنة ومتمكنة على وجه الأرض : إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ويشمل النهي عن المنكر جميع أنواع الشرب والبدع والموبقات ، والرذائل والأخلاق الفاسدة ، لأن نتائج الفساد والرذيلة والفتنة حينما تعم في مجتمع أو بلد فلا تصيب المفسدين والأشرار فقط بل تتعدى إلى الجميع .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : “أمر الله مؤمنين ألا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم العذاب ” ، أي يصيب الصالح والطالح فلا بد من دفع الشر ومنع الضرر عن المجتمع .