صوت الهند – القاهرة أكتوبر 1952 م
ترجع الصلة بين الهند ومصر اللتين لها تاريخ مجيد في تاريخ الإنسانية والمدنية والثقافة إلى عهود بالغة في القدم والواقع أن الصلات بين البلدين ليست مقتصرة على الماديات فقط بل تتعدى إلى الروحانيات والمعنويات أيضا ، ويتجلى ذلك في مظاهر شتى منها الجامعة الأزهرية التي تعتبر أقدم وأكبر جامعة إسلامية في العالم ، ونجد فيها طلاب من أكثر مقاطعات الهند ، وفي الأزهر الشريف رواق خاص باسم “رواق الهنود” بنتسب إليه الطلبة القادمون من القارة الهندية وقد عينت مشيخة الأزهر شيخا خاصا لهذا الرواق لتنظيم أموره والعناية بطلبته وكذلك تدرس الفلسفة الهندية وتاريخ الهند بكلية أصول الدين إحدى كليات الأزهر الكبرى ، ومن مظاهر عناية الأزهر بالطلبة الهنود والمعاهد العلمية في الهند أنها بعثت وفدا علميا إلى الهند منذ سنين للبحث في حالة التعليم في المعاهد الإسلامية والكليات العربية هناك ولتقديم تقرير واف عن مشاهداتها عن اللغة العربية وآدابها وسائر العلوم الإسلامية التي يحصل عليها الطالب في جامعته ومعاهده فقدم الوفد المذكور وتقريره وأظهر فيه ارتياحه إلى النظام الذي اتخذ لنشر الثقافات العربية هناك ، واقترح الاعتراف ببعض الشهادات العالية بالهند المعادلة للشهادات العالية بكليات الأزهر في كثير من المعاهد الإسلامية والكليات العربية بأنحاء الهند تجري الدراسات وفقا لمناهج الدراسة في الأزهر الشريف وفي أغلب الكليات العربية تدرس نفس الكتب المقررة بكليات الأزهر لمختلف المواد .
هذا إلى جانب عدد من الطلبة الهنود في الجامعات المصرية الأخرى ومما هو جدير بالذكر أنه جرى تبادل الطلبة بين حكومة الهند وحكومة مصر على نفقتيهما الخاصة للري من مناهل جامعاتهما والاعتراف من ينابيعها العلمية والثقافية ، كل هذا وذاك من أهم الوسائل لتوثيق العلاقات وتوطيد ركن التعارف بين البلدان الشقيقين ، بما يتفق وماضيهما التليد وحاضرهما الزاهر .