الخليج اليوم – قضايا إسلامية – الثلاثاء 22-أبريل-1986 م
لقد تحققت الطاقة العالمية الشاملة للمجتمع العربي الجاهلي الوثني بعد بعث فيه خاتم الرسل يتلو آيات الله ويزكي ويعلم الكتاب والحكمة وخلال فترة وجيزة استطاع الرسول الأكرم صلى الله عليه سلم بإذن ربه أن يكون من ذلك المجتمع المتفرق المتخاذل أمة مثالية فاضلة حملت لواء أرفع الحضارات وأنبل الثقافات وأشرف العادات والأعراف إلى جميع القارات ، وأن المصدر الوحيد لهذه الطاقات التي غيرت مجرى التاريخ في الوجود بأيدي هؤلاء العرب الأميين الذي وصفهم القرآن الكريم : “هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين” (الجمعة : 2) ، وأن الأمة العربية الإسلامية في هذا العالم اليوم لا يستهان بها سواء بالنسبة لعددهم وانتشارهم في قارات الدنيا ، أو طاقاتهم المادية على اختلاف أنواعها أو مواقعهم الاستراتيجية والاقتصادية ومع هذا كله لا يحتلون حتى الآن مكانتهم اللائقة في المواقف الدولية والشؤون العالمية ومن الأدهى والانكى أنهم لم يحققوا شيئا يذكر حتى الآن في سبيل مصلحة العالم العربي الإسلامي العليا وإنما تتحقق هذه المصلحة العليا عندما يتحقق التعاون المثمر بين وحدات هذه الأمة جميعا تحت مظلة الأخوة الإسلامية بدافع الإيمان الذي هو الرباط الوثيق بين القلوب قبل الأجسام فيقول الله تعالى : “إنما المؤمنون إخوة” ، فلا توجد بينهم المنافقة والمداهنة والمشاجرة …