صوت الشرق – يناير 1955م
هل تعرف مدى انتشار الإسلام في الهند ؟
إن الهند هي ثالث دولة في العالم في عدد المسلمين بعد اندونيسيا والباكستان من حيث أنها تضم 43 مليون مسلم يحتلون في الهند مركزا مرموقا في الميدانين العلمي والثقافي وفيهم الشخصيات الفذة التي تحتل المراكز الحكومية الهامة في التربية والتعليم ، مثل العلامة مولانا أبو الكلام آزاد وزير المعارف بالحكومة الهندية والدكتور ذاكر حسين وكيل وزارة المعارف بالهند ، وغيرهم ..
وفي جميع مقاطعات الهند ووديانها عدد كبير من المعاهد العلمية الإسلامية والمدارس العربية والجامعات الإسلامية ومنها ما يتلقى مساعدات مالية من الحكومات أو الجامعات ومنها ما يوضع تحت إشراف هيئات أو جمعيات أهلية .
جامعة عليكرة :
ومن الجامعات الإسلامية الشهيرة “جامعة عليكرة” وهي تضم قرابة خمسة آلاف طالب يتدربون على جميع أنواع العلوم والآداب والفنون ، وإذ تشتمل على كليات هندسة وزراعة وطب وتجارة وقانون وآداب وغيرها ، وفيها كلية خاة للبنات ..
ومما هو جدير بالذكر أن معظم الزعماء المسلمين في الهند وباكستان قد تلقوا علومهم في هذه الجامعة ، وتشربت قلوبهم بروح الكفاح الوطني بفضل هذه المؤسسة التي أسسها المغفور له السيد أحمد خان لتكون حصنا منيعا ضد التيار الغربي ، ويعتبر رئيس الجمهورية الهندية رئيسا لها .
الاتحاد الإسلامي الجامعي :
وفي هذه الجامعة جمعية باسم “الاتحاد الإسلامي الجامعي” على نمط اتحاد جامعتي اكسفورد وكمبريدج ، ويعتبر المركز الرئيسي للنشاط الاجتماعي والرياضي للطلبة ، وكذلك توجد فيها اتحادات أخرى مثل الجمعية العربية والجمعية الفارسية ، والجمعية الأوردية .
وفيها كلية خاصة للديانات هي كلية أصول الدين وينال الطالب فيها عند استكمال الدراسة الشهادة العالمية في العلوم الإسلامية ، ويدرس في هذه الكلية علماء من خريجي الجامعة الأزهرية بالقاهرة .
الجامعة العثمانية :
وفي “ولاية حيدرآباد “جامعة إسلامية هي الجامعة العثمانية تجري على طراز “جامعة عليكرة” في معظم المناهج والبرامج واللغة الأوردية هي اللغة الجامعية فيها منذ إنشائها ،وقد ساعدت كثيرا على نشر الثقافات الإسلامية واللغات الهندية في ربوع الهند ، ومما هو جدير بالذكر أن السفير الهندي الحالي في مصر سعادة نواب علي ياور جنج بان مديرا لهذه الجامعة لفترة طويلة ، وفيها مكتبة خاصة لاغرب أنواع المخطوطات في جميع أنحاء العالم ، وتقوم أيضا بإحياء الكتب العربية القديمة .
دار العلوم “ديوبند” :
ويذكر عن هذا المعهد “أزهر الهند ” لأنه يؤدي في الهند وظيفة الأزهر في مصر .. وجميع علمائه مكافحون مناضلون وطلبتها يتدربون على الكفاح الوطني إلى جانب تلقى العلوم الإسلامية العربية ، وشيخها الحالي هو العلامة “حسين أحمد مدني” وهو مجاهد قديم نفي ثلاث مرات من الهند إلى مالطة أيام الانجليز وهو الآن رئيس جمعية علماء الهند ، ويأتي إليها الطلاب من باكستان وسيلان واندونيسيا وملايو وجاوه وأفغانستان وجنوب أفريقا وغيرها ، والدراسة والإقامة بالمجان ، فضلا عن أنها تنفق على مئات الطلبة الغرباء .
وهذا إلى جانب عدد ضخم من الجامعات الإسلامية والكليات العربية المنتشرة في أنحاء الهند لا يتسع المجال لذكرها .
الأزهر في الهند :
وتجري الدراسة في معظم الكليات العربية والمعاهد الإسلامية في الهند طبقا لمناهج الدراسة في معاهد الأزهر وكلياته في مصر ، بل يغلب تقرير الكتب العربية نفسها التي تدرس في كليات الأزهر في مختلف المواد .. في التفسير والحديث والفقه والمنطق والعقائد والتاريخ الإسلامي وما إلى ذلك ، وتبعا لذلك تتعادل بعض الشهادات العالية في تلك الكليات مع الشهادات الأزهرية ، فيتمكن الطلبة الحاصلون على تلك الشهادات في الهند من الالتحاق بأقسام التخصص في كليات الأزهر الشريف .
وهذا الاتجاه الصحيح لا يضل المسلمون في الهند طريقهم .