الخليج اليوم – قضايا انسانية – 30/10/1985
لقد عرفنا أن الإسلام هو الدين الذي أوحى الله تعالى به إلى الأنبياء والرسل جميعا في جميع الأزمنة والأمكنة ليخرجوا به الناس من الظلمات إلى النور الهادي لهم في درب الحياة لكي ينالوا رضا خالقهم ، ويسيروا في طريقه المستقيم ، ثم أكمل جوهر هذا الدين وأتم أصوله وختم حلقات سلسلة النبوة بخاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بتبليغه إلى الناس كافة .
وأما الأدلة القاطعة المعجزة الدالة على أن الإسلام من عند الله تعالى وأن سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هي الأخرى بوحي منه تعالى واجبة الاتباع ، فنصوص القرآن التالية :
1 – “وإنك لتلقي القرآن من لدن حكيم عليم ” (النمل : 60) .
2 – “تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين” (السجدة : 20) .
3 – “وهذا كتاب أنزلناه مباركا فاتبعوه واتقوا الله لعلكم ترحمون” (الأنعام : 55) .
4 – “الوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ” (المائدة : 3 ) .
5 – “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” (الحشر ) .
6 – “وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ” (الأحزاب : 36) .
7 – “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم” (آل عمران : 31) .
8 – “من يطع الرسول فقد أطاع الله” (النساء : 80) .
9 – “قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين” (آل عمران : 32).
10 – “وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ” (النجم : 3 ) .
كماله من كل النواحي
ويترتب على كون مصدر الإسلام هو الله تعالى كماله من كل النواحي وخلوه من كل أنواع النقص لأن صفات الصانع الحقيقي تظهر فيما يصنعه ولما كان الله سبحانه وتعالى له الكمال المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله ، ويستحيل في حقه خلاف ذلك ، فإن أثر هذا الكمال يظهر في شرعه من أحكام ومناهج وقواعد . وأن الخالق الحقيقي للإنسان هو الذي يعرف جميع جوانب حياته في الدنيا والآخرة ، وهو المحيط بجميع شؤون خلقه وهذا بخلاف ما يصنعه الإنسان وبشرعه ، فإنه لا يخلو من معاني النقص والجهل والهوى والجور وحب الذات والمصالح الشخصية مهما بلغ شأنه في العقل والعلم ، لأن عقله مخلوق وعلمه محدود ، وبالتالي تظهر هذه النقائص في القوانين والشرائع التي يصنعها العقل الإنساني .
ومجموع ما أنزله الله تعالى على محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم هو القرآن والسنة وهو الإسلام وهو دين الله المرضي عنده والمطالب به الإنسان وعليه يكةن الثواب والعقاب والسعادة في الدارين ، ومن حيث المصدر ، يمتاز الإسلام تميزا واضحا وقاطعا عن سائر الأديان والشرائع البشرية ، وجميع الأحكام والمناهج التي وردت في الدين الإسلامي من رب البشر لصالح البشرية جمعاء.
ضرورة إبراز هذه الميزة
وإذا عرفنا هذه الميزة الكبرى للدعوة الإسلامية ، فيجب على كل داعية إسلامي ، أولا وقبل كل شيئ ، إبرازها بوضوح وإقناع للمدعووين ليكونوا على بصيرة ويقين واقتناع فيقبلون عليه بشوق وشغف ورغبة ورهبة ويعلن دستور الإسلام ومصدره الأول : “إن الدين عند الله الإسلام بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ” .
ويقول أيضا : “ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ” .