الخليج اليوم – قضايا إسلامية الثلاثاء 5-أغسطس-1986 م
لقد نص القرآن على أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم شاهدة على الأمم كلها لأنها آخر الأمم والذي يشهد عليها هو رسولها الذي هو آخر الأنبياء وخاتمها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول : “وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ، وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير” (الحج : 78) ، وقد نالت الأمة المحمدية هذا الشرف بالصفات التي وصل إليها كمال الإسلام وتمام النعمة وختام النبوة ورضاء الله تعالى بالإسلام دينا .
وجاء في حديث نبوي أخرجه الإمام أحمد والإمام الترمذي بعض التفاصيل عن مكانه الرسول صلى الله عليه وسلم بين الأنبياء الآخرين وعن مكانة أمته بين الأمم الأخرى وجاء في تلك الرواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خير فرقة ، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خير قبيلة ، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا وخيرهم نسبا ” ، وبصرف النظر عن مدى صحة ومكانة هذه الروايات بين أئمة الحديث وعلمائه فإن الآيات والأحاديث الواردة في منزلة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم وأمته كثيرة ، حيث تعطي قوة ومكانة لهذه النتيجة الحتمية النهائية التي نحن في صدد إثباتها في ضوء الأدلة العقلية والنقلية وهي أن الرسول آخر الرسل وأن أمته آخر الأمم ، كما أنه خيرر الأنبياء وأمته خير الأمم ! .
إتمام النعمة وإكمال مكارم الأخلاق
لقد اختار الخالق سبحانه وتعالى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم خاتم الرسالات السماوية وتمت نعمة الرب على عباده ورضي بالإسلام دينا للبشرية إلى يوم الدين فقال : ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” (المائدة : 3) .
ومع كمال الدين وتمام النعمة ، تمت كذلك مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال فخاطب الله سبحانه وتعالى خاتم رسله فقال : “وإنك لعلى خلق عظيم” وقال عليه السلام : “إن الله تعالى بعثني لأتمم مكارم الأخلاق وإكمال محاسن الأعمال ” (رواه الطبراني في الأوسط عن جابر رضي الله عنه) .